الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية بعد العملية الإرهابية بجندوبة: تونس إلى أين؟

نشر في  11 جويلية 2018  (12:12)

تعيش تونس وشعبها هذه الأيام على وقع حادثة إرهابية غادرة بمنطقة عين سلطان بجندوبة والتي أسفرت عن استشهداء 6 أبطال من قوات الحرس الوطني ليضرب بذلك الإرهاب موعدا جديدا حالكا في بلدنا وترتفع الأصوات منددة ومنادية بضرورة اعتماد إستراتيجية وطنية وفعّالة وآليات شاملة ومتماسكة لمجابهة ومكافحة هذه الآفة.

وقد خلّفت هذه الحادثة ردود فعل متباينة حول مدى جدوى الإجراءات الجديدة التي وضعتها الحكومة لمحاربة الإرهاب من بينها من اعتبر أنّ هذه الإجراءات ظلّت حبرا على ورق ولم يتغيّر أي شيء وخير دليل هو أنّنا بتنا كل مرّة نفجع بخبر يهزّ فؤاد كل وطني غيور على بلاده وعلى أبنائه الأحرار التي ما فتئت دماؤهم الزكية تسقي تراب تونس لتزرع فيها ورودا تعبق وفاء وعزّة وحرية..

 وفي كل مرة يبقى الصندوق الأسود للإرهاب مغلقا وموصدا، محتفظا بكل أسراره ومعالمه الخفية فلا نعرف شيئا عن وجهه الخفي المقنّع ولا عن الأيادي الملوّثة التي تلعب بمفاتيحه، لتبقى الأسئلة ونقاط الاستفهام مطروحة ومتناثرة هنا وهناك دون أجوبة تشفي غليلنا فيزداد بذلك عمق الألم في روحنا التي تجّزّأت وجعا كالفسيفساء.

 مصادر أمنية رفضت الإدلاء بأسمائها أكّدت في بداية تصريحها لموقع الجمهورية أنّ الإستشهاد في سبيل الذود عن الوطن هو واجب مقدس  وهو أعلى مراتب التضحية والفداء والدفاع وأن كل القوات الأمنية والعسكرية مهما اختلفت رتبها على أهبة الاستعداد لبذل الغالي والنفيس، مشدّدة في المقابل على ضرورة توفير الإمكانيات اللوجيستية الكافية للقوات الأمنية وخاصة الحرس الوطني لمساعدتها من أجل المضي قدما في حربها على الإرهاب مستغربة عدم توفر سيارات أمنية مصفّحة تقي من المخاطر التي تهددهم إلى يومنا هذا.

 كما أكّدت مصادرنا على ضرورة نشر الحسّ الوطني لدى المواطنين وتأصيله لديهم فالمواطنة الإيجابية لا تقتصر على مجرد دراية المواطن بحقوقه وواجباته فقط بل بتفاعله وتعاونه مع القوات الأمنية والعسكرية لمواجهة آفة الإرهاب، حيث أنّ تبليغا واحدا سواء عن تواجد أو تخفي عنصر إرهابي أو شبكة بأكملها كفيل بإنقاذ العديد من الأرواح بل هو كفيل بإنقاذ الوطن بحد ذاته وهو خير دليل على شرف وولاء ذاك المواطن لنفسه ولذاته وتكريما لهما قبل كل شيء عكس كل خائن متواطئ خان مبادئه وخان شرفه ونفسه وأبناءه ودمّر مصيره وهدّم الإنسانية فيه مثله مثل أي إرهابي جبان..

 وتبقى الوحدة الوطنية ضرورة ملحة لمواجهة خطر الإرهاب، لكن هل للوحدة الوطنية معنى عندما تواصل الشقوق السياسية معاركهم القبلية دون القيام بمراجعة جذرية لأنفسهم وتخليص بعضها من حمّى الكراسي التي أعمت بصيرتهم وغذّت نرجسيتهم غير عابئين بمصير هذا الشعب الذي أصبح يتلوّى من الألم ومن الجوع؟

فمتى ستتخلّص تونس من القشرة المريضة التي حجبت جمالها، ومتى ستبزغ شمس الأمل في ولادة مستقبل بعيد عن كل مظاهر الكراهية والتواطؤ والتفكير في المصلحة الذاتية قبل كل شيء؟

 منارة تليجاني